إجا الشتة  

الاثنين، 17 نوفمبر 2008


" إنه أكتوبر ..

الشهر الذي حرم من دفء الصيف وشاعرية الشتاء ..

الشهر الذي تنتهي فيه أحلام الصيف الزاهية ، بينما آمال الشتاء الغامضة لم تولد بعد ..

الشهر الشبيه بهيكل عظمي يرتدي عباءته السوداء ويرتجف ..لو كان للهياكل العظمية أن ترتجف ... ! ... "


إدجار آلان بو


إن كان (بو) يقول هذا الشعر في أكتوبر فأنا أستعيره لأصف نوفمبر ..

جاء الشتاء أخيراً ..
وقد بدأ بداية لطيفة جداً بأمطار متوسطة وجو منعش ..

لطالما أحببت فصل الشتاء !

الشتاء في الإمارات هو ربيع في دول أوروبا ، لكننا نحبه .. وننتظره ..

يكره الناس البرد الشديد لأنه يؤلم العظام ، ويجعل النار حلماً يتمنى الإنسان أن يغفو فيه ..

لكننا هنا في هذا المناخ الصحراوي الحار طوال العام ..

يغدو الشتاء بالنسبة لنا إجازة من حرارة الشمس اللاذعة ، والرطوبة الخانقة ..

وتصبح لسعة البرد حلماً نود لو يستمر !
.
.
.

الشتاء يعني تساقط الأمطار ..

اللون الاخضر يحاول على استحياء أن يغزو المساحات الخالية بين البنايات ..

الشمس تختفي أغلب الوقت وراء الغيوم الرمادية ..

لكنها دوماً تعاود الظهور ..
.
.
.

أتذكر الآن ملاحظة قرأتها للكاتب الدكتور أحمد خالد توفيق يوضح فيها تأثير الجو على الخلفية الثقافية وحتى على طريقة التعبير عن الشيء ذاته :

إن الأجنبي يقول : " شعرت بالدفء عند سماعي لهذا الخبر السعيد "

بينما يقول العربي : " أثلج الخبر السعيد صدري " !
.
.
.

عندما كنا صغاراً ..

كانت تقع أمام البناية التي نسكن فيها ، مساحة أرض خالية من البناء ..

في الشتاء .. وبعد سقوط الأمطار .. تصبح هذه الأرض ملونة بالأصفر والأخضر ..

تمتلئ الأرض بالزهور الصفراء الصغيرة ..

كنا نتوسل بوالدتي لتسمح لنا أن نذهب ونجمع الزهور - حركات كارتون على أساس مثل الأميرات - ، وكنا نحمل الدلو ( السطلة ) ، ونذهب للـ ( حقل ) كما كنا نسميه ، وكنا نركض وسط الزهور ، ونستلقي عليها ونضع الزهور في شعرنا - أيضاً على أساس مثل الأميرات - ، ونجمع الزهور ، ونعود للبيت ونقسمها في أكواب صغيرة نضعها في كل غرفة وفي الممر والمطبخ ..

بالفعل لا أعرف لم لم تعد هناك زهور صفراء !

ربما لأنه لم تعد هناك مساحات تنمو فيها أساساً بعد أن غزا الإسمنت والطابوق كل الأراضي المفتوحة !



الشتاء ..

في العام الماضي ..

تساقط الثلج - الندف - وليس البرد في بغداد ..

ترى ماذا يحمل لنا الشتاء هذا العام ؟؟
أم أن نار الألم وعدم الأمان والقتل والدمار تأكل قلب العراق ، فلا يبقى مجال للثلج والبرد ؟؟




صور من الإمارات - الرحلة الصباحية - الساعة السادسة صباحاً - الشارقة






AddThis Social Bookmark Button

Email this post


8 التعليقات: to “ إجا الشتة

  • غير معرف
    19 نوفمبر 2008 في 9:34 ص  

    السلام عليكم
    شتاؤنا في العراق ما زال ليس باردا
    لكن عندما يشتد البرد في العراق فقد تنخفض درجات الحرارة في ليالينا حتى 10 درجدات تحت الصفر وهذا لا يحدث في كل اوربا
    لذا فنحن من أشد البلدان في حر الصيف
    وبردنا لا يستهان به في الشتاء

  • زهرة الراوي
    19 نوفمبر 2008 في 10:28 ص  

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    صحيح الجو بارد جداً شتاء في العراق ، وحار جداً صيفاً ، والجو يزداد تطرفاً كل سنة، لا أعرف ربما هي ظاهرة الاحتباس الحراري ؟؟

    أنقهر جداً على الناس هناك .. فمشكلة عدم وجود الكهرباء هي الأساس ، ولو الكهرباء موجودة على الأقل يمكن للشخص أن يجرع الحرارة والبرد.

    ذكرتني بقصة كانت دائماً ترويها لنا أمي عن امرأة عجوز مسنة فقيرة كانت تعيش في دربونة بيت جدي ، كانت تقول : إن شاء الله لما أموت أروح للنار .
    ولما يسألوها ليش تقول : حتى أتدفأ ، وأسوي جاي .

    الحمد لله على كل حال ، وكان الله في عون العراقيين.

    أشكرك أخ محمود على مرورك الطيب على المدونة وعلى الموضوع ، واهتمامك بنشاط المدونة ، وإن شاء الله ما نخيب الظن.

  • *الخاتــــIraqi Ladyـــووون*
    26 نوفمبر 2008 في 11:26 ص  

    أشو كاتبة جم موضوع و آني آخر من يعلم، أشو جنه بريستيجي تخربط، مو بالله؟
    تدرين هاي مال الأميرات تذكرني بأيام زمااان، لما جنا نجمع هذا الورد الأبيض الصغار و نسوي كلايد و نحطه على راسنا و الورد الأصفر و الأحمر، حركات..

    شكراً زهورة ع الموضوع

  • زهرة الراوي
    28 نوفمبر 2008 في 3:14 ص  

    هلو خاتون ..

    بصراحة شفت أكو كثير مشاكل تخص المتهجولين وممكن نطرحها بالمدونة ، لأن الناس تعتقد أنه احنا قاعدين بجنة الله في الأرض ، مع الأخذ بعين الاعتبار أنه الوضع بالعراق جحيم وأنا لا أنكر ولا أشكك في هذا ..

    يمعودة لا يخرب برستيجج ولا شي ، بس حطيلنا مواضيع ويرجع كلشي يتعدل :)

    انتوا هم جنتوا تلعبون بالورد ؟؟
    أشو احنا الورد يمنا جان بس أصفر !

    شفتي بالله شلون الكارتون مأثر بينا؟
    شكراً عيني على التعليق

  • زهرة الراوي
    17 أغسطس 2011 في 11:57 ص  

    والله بودنا نكتب بس شوية الأوضاع متناسب..
    أقصد الظروف الشخصية..
    شكراً للتعليق .. وراح نحاول قدر الإمكان نعود للكتابة في يوم ما إن شاء الله ..

  • Ali Yaseen
    18 أغسطس 2011 في 6:45 م  

    Al salamu Alaikum
    I'm sorry but i don't have Arabic here in this computer
    I just wanna say wow, we still have new visitors here
    Its been around 2 yrs..another ramadan another comment..I really feel old
    I don't know what to say, i have the same feeling whenever I see a new comment or email from readers
    inshaa Allah I'll post some new stuff here as soon as i can
    Ali Yaseen

  • زهرة الراوي
    19 أغسطس 2011 في 11:03 ص  

    حتى يبين على شنو دنحجي
    جان أكو تعليق قبل تعليقي:

    غير معرف:

    When will you post again ? Been looking forward to this !

    بناريخ 17/8/2011

  • Ali Yaseen
    21 أغسطس 2011 في 1:01 ص  

    it's horrible that Gaza Logo which I put 2 years back in the front page of this blog is still relevant now in 2011..

    very good Arabs... keep it up

 

Design by Amanda @ Blogger Buster

This template is downloaded from here