عالم بلا رب  

الثلاثاء، 28 أبريل 2009



لا أدري لماذا خطر ببالي أن أكتب هذا المقال، و لمن أوجهه..
ربما لأنني – و ربما الكثير منكم- يشعر إننا في عالم كالمرجل الذي سيطفح بما يغلي بداخله، أو كالبركان الذي يوشك أن يتفجر و يدمر كل ما حوله..

الأزمة العالمية، الغلاء، البطالة، تفجيرات هنا و هناك، فتن ، اضطرابات ، حروب ، أمراض، قرصنة ، جرائم يحار المرء في تصنيفها و و و... كل ذلك يجعلني أفكر و أفكر، و غالباً ما يقودني التفكير إلى هذا الموضوع الذي أطرحه اليوم..

أفكار و أسئلة.. تبدأ بسؤال ساذج: لماذا؟
و تنتهي بسؤال ناضج: ما هو شكل العالم الذي نريده؟
ما هي الحرية؟

ما الذي يحكم ضمير السجان و هو يري سجينه صنوف العذاب التي يقشعر البدن لمجرد سماعها؟ لماذا لا يستقبحها بينما أستقبحها أنا على سبيل المثال؟ و لماذا يحرم السجين من حريته بينما يفعل هو ما حلا له و بحريه تامة؟
لماذا يطبق القانون على السجين إلى درجة الظلم، و لا يحكم السجان أي قانون و هو ينال من جسد و كرامة الآخرين؟
و لماذا علينا جميعاً أن ننصاع للقانون؟ أعني من وضع القانون؟ و لماذا يظن إنَّ القانون الذي وضعه يجب أن يطبقه الجميع في المجتمع؟ و من أعطى الحكومة أو السلطة القضائية الحق بتطبيق العقوبات؟ و لماذا يطبق القانون على البعض و لا يطبق على البعض الآخر؟
و لو كان القانون لجعل العالم أفضل، فلماذا أرى العالم يتحول كل يوم إلى الأسوأ؟ و لماذا أرى كفة العدالة تميل لجهات معينة و لا تنصف أبداً الجهات الأخرى؟
جميع هذه الأسئلة لا أجد لها تفسيراً سوى تفسير واحد: الإبتعاد عن الله..
فالعالم بلا رب، هو العالم الذي يفعل كل فيه ما يشاء، و ليس فيه لأحدٍ سيادة على الآخرين..
العالم بلا رب.. يعني
أن يطغى الظالم لأنه لا يحسب إنًّ إلهاً يرى طغيانه و جبروته
أن يسرق السارق لأنه لا يحسب أنَّ إلهاً يرى ما فعل ليلاً أو نهاراً
أن يرتكب المجرم جرمه لأنه لا يحسب إنَّ إلهاً يرى ما ارتكبه في جنح الظلام
أن يخون الخائن أهله و بلده، من أجل بضع دريهمات
أن ينكر المدين حق الدائن عليه بكل بساطة
أن لا يجد أي إنسان عزاءً لنفسه في مصيبته غير المخدرات و السجائر و الخمر و كل ما قد يودي به لتدمير مستقبله
أن لا يجد لنفسه في أحيانٍ أخرى غير.. الإنتحار


ما معنى حقوق الإنسان؟
ما معنى الأمانة؟
ما معنى الشهامة؟
ما معنى الشفقة و الرحمة؟
ما معنى الضمير؟
ما معنى السعادة؟

ليس لهؤلاء أي معنى، لأنَّ كلاً منها ستجد لها تفسيرات تختلف من شخص لآخر و وجهات نظر سلبيه و إيجابيه..

صدقوني، لن يكون لعالمنا أي معنى ما لم نعبد رباً واحداً بدلاً من عبادة أهواءنا..

AddThis Social Bookmark Button

Email this post


4 التعليقات: to “ عالم بلا رب

  • أبو الحسن
    29 أبريل 2009 في 1:46 م  

    أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

  • *الخاتــــIraqi Ladyـــووون*
    30 أبريل 2009 في 6:54 ص  

    ههه الظاهر آني ده أكتب طاوات مو مقالات خخخخخ.
    ما ادري أبو الحسن آني أكول على الأقل تلاث أرباع مشاكلنا رح تنحل لو بس نعرف إنه أكو الله فوكانا و ما رح يفوت لنا أي شي نسويه.

    تقبل تحياتي

  • زهرة الراوي
    30 أبريل 2009 في 10:22 ص  

    كلام جداً رائع ومهم عن مراقبة الله في أنفسنا واستحضاره في كل أعمالنا.
    وبالفعل حل كل كل كل مشاكلنا في العودة إلى الله ، حتى القوانين نطلعها من كتاب الله وسنة نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكيفية تطبيق هاية القوانين، وكيفية القيادة والسياسة والاقتصاد، كلشي نكدر نطلعه من الشريعة الإسلامية وبالعودة إلى الله سبحانه وتعالى.

    هيجي الواحد يصير يفكر قبل ما يخطئ، أو يصحح خطأه لأن ربه راح يحاسبه، تصير الناس تسامح لأن أكو أجر..

    والجميل أنه كلامج يشمل حتة تعامل الإنسان وية نفسه ..

    إطلالة قوية خاتون .. عاشت إيدج على التدوينة.

  • جميل
    30 يوليو 2016 في 6:25 ص  

    جميل
    تويتر شعر

    انستقرام ضحك

 

Design by Amanda @ Blogger Buster

This template is downloaded from here